2030 بوصلة مصر والسعودية نحو المستقبل

علاقات ثنائية مُتميزة راسخة على مرّ العصور، بين مصر والمملكة العربية السعودية، تتطور مع الزمن وتواكب التغيرات العربية والعالمية على حد سواء، لتظل قادرة على الصمود ومُواجهة أى نوع من الأزمات، تمامًا مثلما يحدث الآن من حولنا، حيث الصراعات والحروب التى تشهدها المنطقة، وما تُنذر به من حرب إقليمية يُمكن أن تؤثر على أمن واستقرار الشرق الأوسط.

القاهرة والرياض قررتا منذ سنوات وضع المستقبل هدفًا نصب أعينهما، ولعل رؤية 2030 لكل منهما، تحمل فى بنودها هذا المفهوم بشكل واضح، فالتنمية والاستدامة والازدهار وتحقيق الرخاء للشعوب، هى المحور الأساسى على مدار صفحات الرؤيتين، الذى تسعى قيادتا البلدين فى تحقيقه، وليس فقط بشكل فردى ولكن أيضًا بشكل تكاملى من خلال التعاون والتنسيق المُستمر بما يضمن استقرار وازدهار البلدين.

وتؤكد الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى جانب مسؤولى البلدين، على هذا التنسيق والعلاقات المُمتدة باختلاف القيادات، والحرص على تحقيق التنمية والرخاء عبر مزيد من الاتفاقيات فى مجالات مختلفة، فى مقدمتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما يضمن علاقات ثنائية جيدة ومُستمرة تتنامى باستمرار.

ولعل زيارة ولى العهد السعودى الأخيرة، هى الأهم فى تاريخ الزيارات المتبادلة على مدار السنوات الأخيرة، نظرًا لتوقيتها، الذى يأتى فى ظل صراعات مُحتدمة تشهدها المنطقة، من شأنها التأثير على الشرق الأوسط بأكمله، ومن ثم التأثير على البلدين كل على حدة، بما يعوق أهداف رؤيتهما وما تحلم به القيادتان من مستقبل، فلا تنمية وازدهار دون أمن واستقرار ليس فقط بالداخل، وإنما على الصعيد الخارجى، والذى يحيط بحدودنا الجغرافية جميعًا.

كما تأتى لتضع حدًا لأى من الشائعات التى تحاول الجماعات الكارهة للبلدين وازدهارهما، النيلّ بها من صفو العلاقات المصرية السعودية، خاصة عبر منابر السوشيال ميديا المختلفة، والتى نراها بين حين وآخر، فى محاولة لشق الصف بين القاهرة والرياض، لما لهما من ثُقل استراتيجى فى المنطقة يُمكنه الوقوف كحائط صد فى مُواجهة أى أزمات أو أهداف مُغرضة بالمنطقة.